بسم الله الرحمن الرحيم
وعلى بركة الله
دروس في التنمية :
تنمية : إسم مصدر ( نمى ) أي رفع وزاد
ومن معانيها : تطوير - تغيير للأفضل دائما بإذن الله
* تقوم التنمية على أساس استغلال الموارد الطبيعية واستثمار القدرات التي وهبنا إياها رب العالمين
بشكل سليم رشيد والمحافظة على توازن الحياة مع مراعاة المصالح وتحويل الموارد والقدرات والمواهب إلى موارد منتجة وإنجاز
* التنمية هي كافة التغيرات الهيكلية التي تحدث للأفراد والمجتمع بأبعاده المختلفة
دينيا ، اجتماعيا ، اقتصاديا ، فكريا ، تنظيميا ، سياسيا ، وغيره من أجل توفير الحياة الكريمة لجميع أفراد وشرائح المجتمع بإذن الله
التنمية البشرية أنواع متكاملة:
* تنمية دينية تسمو بصاحبها في معرفة الخالق والآمر وإصلاح النفس بما يجعلها ترضي الله ورسوله
* فكرية ترقى بصاحبها للمعالي والترفع عن السفاسف فيكتشف ذاته ويعرف قدرها ويعمل على تطويرها متبعا كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام
* تنمية اجتماعية : تعمل على احترام الآخرين والتعايش معهم كأفضل مايكون
* تنمية إدارية : تهدف إلى تربية قيادات مسؤولة وترفع مستوى آدائها وتطوير أفرادها سلوكيا ومعرفيا بما يحقق أقصى مساهمة في نتاج التنمية القادمة
* التنمية الإقتصادية :
رفع مستوى الدخل لشخص الإنسان لنفسه ومجتمعه وتحسين الإنتاجية لنهضة الأمة
* التنمية المستمرة الدائمة :
التي تنشد دائما الأفضل وتسعى إليه وتوفر مقومات متقنة ثابتة ناجحة تضمن الإستمرار بإذن الله
ومن أنواع التنمية أيضا
* التنمية العقارية المعمارية : أي تطوير العقار وجعل المدن كأجمل وأرقى ما تكون
* التنمية العقلية :
وهي غير التنمية الفكرية فهذه تنمى بالتعلم والفكر ينمى بالثقافة والتدريب عمليا
* التنمية العضلية :
أي تنمية عضلات الجسم بالرياضة
* التنمية الصحية :
وهي الإهتمام بصحة الجسد عموما
* التنمية النفسية :
وهي محاولة أن تكون النفسية في توازن حيث بتوازنها تتوازن أمور الفكر والجسد
* التنمية الأخلاقية :
الإرتقاء بالأخلاق
والتدريب على الأخلاق التي تجعلنا نصحب الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام
* التنمية الإنسانية :
وهي تعلمنا أن نحيا بسلام مع كل المخلوقات التي خلقها تعالى من إنسان بكل ألوانه وجنسياته وطبقته الإجتماعية
ومع الحيوانات والنباتات والجمادات
وعموم أنواع التنمية تتعاون وتساهم لتصب في وعاء واحد وهو إعمار الأرض على مراد الله ب( إياك نعبد وإياك نستعين)الفاتحة 5
وتحت تكليف ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون 115
وإخبارنا ب ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها )هود 61
🌿 عرفنا أنه التنمية البشرية المستجدة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وذلك لأن الناس دخلوا في حالات إكتئاب وأمراض نفسية جراء الكوارث التي تسببت فيها الحرب ودخلوا ظلمات الجهل وضغوط الحياة وخصوصا الدول الخاسرة والتي تعاني من الفقر
💥عندها بدأ مفهوم التنمية البشرية لأنهم أدركوا أنه لا يمكن أن يحصل إعمار أو تنمية لأي شيء دون الإنسان فعليهم أن يعيدون تأهيله ويحاولون إصلاح شأنه لتعمير ما خربته الحرب فإذا صلح الإنسان فسيصلح كل شي من إقتصاد وسياسة وثقافة وغيرها
💡هنا أحب أن نقف قليلا ونرجع إلى ماقبل بعثة الحبيب عليه الصلاة والسلام
كانت الجزيرة العربية تموج في الحروب والتارات والجهل
فبعث الله خاتم الأنبياء ليختم دين الأنبياء جميعا ( الإسلام ) بالرسالة الخالدة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أي تنمية البشر أخلاقيا لان الأخلاق أساس الأمم
إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
🌿 هم يريدون التنمية البشرية لأهداف دنيوية :( من يريد الدنيا نؤته منها )
وهمنا إعمار الأرض للآخرة على نور من الله وبصيرة
الحبيب عليه الصلاة والسلام أرسله الله لإخراجنا من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
ومن القلق إلى الراحة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
🌿 إذا نتفق أن التنمية البشرية في كل زمان ومكان منذ خلق الله آدم عليه السلام وأرسل الرسل والأنبياء ختاما بخير البشر عليه وعلى جميع الرسل والأنبياء الصلاة والسلام هي إرساء قيم وقواعد الأخلاق الكريمة التي يعلو بها الإنسان وتنهض بها الأمم
🌹 مدار التنمية البشرية أنت أيها الإنسان
(إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
المطلوب أن تبدأ بنفسك أيها الإنسان فتكتشف ذاتك وتقدرها وتعمل ب(لنفسك عليك حق) من التطوير والتغيير والتقدير قبل مطالبتك بتغيير الآخرين
واعتبر أن مدار التغيير ونهضة الأمة وإعمار الأرض عليك وحدك وأنك المسؤول عن ذلك فالعالم بدأ بآدم عليه السلام
يجب أن تقتنع أيها الإنسان أن التغيير يبدأ من داخلك ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح باقي الجسد وإذا فسدت فسد باقي الجسد )
فإذا صلح الداخل ظهر ذلك على الخارج (الجوارح) فصدق العمل القول (كل إناء بمافيه ينضح)
وبصلاح الخارج تصلح العلاقات
المتعددة في المجتمع فيصلح بإذن الله
وعليه نعتبر الماضي خبرات نستخدمها بحكمة
والمستقبل حصاد كله أمل للنصر والسعادة
والحاضر تنمية وزرع للقيم والأخلاق الدينية
لا يشترط للتنمية البشرية والتطوير عمر أو جنس أو لون أو طبقة معينة فالكل مسؤول (وقفوهم إنهم مسؤولون )
- ونهدف في هذا العلم الأزلي ( التنمية البشرية ) أن ندرب أنفسنا والآخرين على كيفية فهم الحياة والإستمتاع بها وعن كيفية النجاح والإنجاز عن طريق تحديد الأهداف والسعي إلى تحقيقها بجد واجتهاد
ونهدف أن نصل للتوازن في جميع مناحي حياتنا وأدوارها بإذن الله
🌹برجوعنا إلى أصول التنمية البشرية في ديننا نتخلص من السلبيات وننمي الإيجابيات
ونتحدى أنفسنا بأننا نستطيع بإذن الله بما وهبه لنا من قدرات أن نكون رواد التغيير
ولنتذكر
أن التنمية التي جاء بها الحبيب المصطفى هي تنمية شامله لعجلة الحياة بها أتم الدين ( البنيان الذي بدأه الأنبياء والرسل )
تنمية متكاملة لجميع شرائح المجتمع والأفراد والمجالات المختلفة
تنمية مستدامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تسعى للأفضل قابلة للإستمرار(إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)
🌿لنكن فاعلين أساسيين في عملية التنمية ولسنا مجرد مستفيدين منها ( اليد العليا خير من اليد السفلى)
أسأل الله أن يجعل لنا بصمة تغيير للأفضل متبعين كتاب الله وسنة نبيه ونشرهما عمليا كأفضل تنمية بشرية على الإطلاق
والآن سنأخذ
أول أسس التنمية البشرية نستقيه من كتاب الله العظيم من سورة الفاتحة وهو
1- (الحمد لله رب العالمين) الحمد والإمتنان على كل شي وعلى كل نعم الله سبب في تنمية ذواتنا وذلك لأننا سننشغل بالعمل شكرا ( وقل اعملوا آل داوود شكرا) وننظر عميقا إلى ما أنعمه الله علينا ظاهرا وباطنا عن النظر بما في أيدي الناس ونبدأ نطور أنفسنا بتصحيح سلبياتنا وزيادة إيجابياتنا ماضيين قدما نتحدى الصعاب والعقبات بإذن الله واثقين بالله ربنا وأنه 👇
2-(الرحمن الرحيم )
إذا الأساس الثاني لتنمية ذواتنا هو الرحمة الشاملة الكاملة لكل البشر والمخلوقات لكل الكون (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)
يرحمون كل شي وكل أحد فيعم الكون السلام ويتم إعمار الأرض
قال الرحمن الرحيم وله سبحانه أسماء لا تعد ولا تحصى ولكنه بدأ كتابه الحكيم بهذين الإسمين :
الرحمن : هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا دون استثناء لجنس أو لون أو شريحة تعم المسلم والكافر- البر والفاجر ؛ والرحيم للمؤمنين يوم القيامة
وذلك يعني أن الرحمة من أسس التنمية البشرية ( إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
والرحمة صفة القائد العظيم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
3- هنا تأتي رؤيتك الحقيقة أيها الإنسان رؤية كل إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر رؤيتك التي تحدد منهجك طريقك (مالك يوم الدين ) الذي يجعلك تراقب أفكارك ومشاعرك وكلماتك بتوجيه نيتك ومن ثم أفعالك وسلوكك التي بها يتحدد مصيرك
🌹 (الرؤية الواضحة ) يوم الدين بوضع هذه الرؤية في مخيلتنا بإستمرار سنبدأ بتوجيه نياتنا حتى تصبح كل عاداتنا عبادة ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
وبالتالي سأكون متيقظا تماما لما يدخل أفكاري وعقلي وإلى مايجب أن يحتويه ويعيه قلبي ليصبح مقرا للمشاعر المستقرة الهادئة لينتج سلوكا قويما فتنطق الجوارح بكل ماهو لائق بي كخليفة الله في الأرض أحمل مهمة عظيمة للعالم أجمع
بإختصار ( تلك الرؤية تقومني باطنيا وظاهريا ) والطريقة 👇
4-( إياك نعبد وإياك نستعين )
فالطريقة المثلى للوصول إلى أهدافنا هو عبادة الله لإعمار الأرض ونعمر الأرض بعبادة الله ولا يمكن ذلك إلا بالإستعانة بالخالق المالك
وذلك بمحورين
فردي (وما يقدم المرء فلنفسه)
جماعي ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
والطريقة
(ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
والعمل الأحسن يكون بالإخلاص لله والمتابعة لكتاب الله ورسوله
فالتنمية الحقيقة على محورين
الإخلاص والمتابعة
وللحديث بقية بإذن الله
استثمروا تطوير أنفسكم بكثرة الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين
"التربية "الذاتية وظيفة دائمة في الأداء التنموي ، لا ينبغي أن ينساها أحد ، ولا يتكبر عليها واهم ، وهي عند كثافة الانشغال بيوميات العمل أشد لزوماً من ّأيام النشأة والعزلة ، ولابد من تصحيح النوايا وموعظة النفس والانطلاق من عند ركن المحاريب إلى أداء الخطط المتقدمة .
نرجع لذي بدء ونتكلم عن
🌿بسم الله الرحمن الرحيم التي
هي المفتاح لكل أمر لكل شي ذي شأن بها بإذن الله تنفتح المغاليق بها نفهم بها نتعلم بها نبتدأ بها نستأنس بها نشعر بالأمان وبها نعرف أن لنا ربا رحمن رحيم فلا نخاف ولا نحزن وهو سبحانه برحمته يحتوينا يكفينا يعطينا ويحقق أمانينا بإذنه تعالى
🌿الحمد لله رب العالمين (الإمتنان والشكر)
الحمدلله يارب إنك إنت ربي
الحمد لله يارب أن مرجعي إليك
الحمد لله يارب إنه حسابي بيدك
الحمد لله على نعم
ك الجزيله ا
لتي لا تعد ولا تحصى ( نعم متصلة بك أيها الإنسان ونعم حولك منفصلة عنك)نعددها كل يوم فبها نعرف الله فنتقرب إليه بحب ونعرف أنفسنا وحاجتها إلى خالقها وهذه قمة التنمية الفكرية والنفسية
🌿الرحمن الرحيم : صفة الرحمة
وهذه أساس التنمية الذاتية والإجتماعية
نرحم أنفسنا ؛ أقرب الناس إلينا والناس جميعا دون استثناء الأبيض الأسمر ؛ الغني الفقير ؛ وكل الشرايح كل المخلوقات كل الكون ليعم الأمن والسلام بإذن الله (إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
🌿مالك يوم الدين
الرؤية الكبيرة العامة الشاملة لكل البشر وللمؤمنين المسلمين خاصة
فهي الرؤية التي يستقيم لها القلب فتستقيم الجوارح فينتج عن تلك الإستقامة السلوك الطيب والعمل الصالح فنحقق بذلك المهمة التي خلقنا الله لها لنقف بين يديه بتقاريرنا بصحائفنا فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه لأنه لم يجعل لنفسه رؤى صغيرة شخصية خاصة بذاته حسب ميوله حسب قدراته وما وهبه الله ورؤيته التي يراها لنفسه من معرفته لذاته لتصل به إلى الرؤيا الكبيرة (كيف)ب👇
🌿إياك نعبد وإياك نستعين
بيان المهمة التي خلقنا لها الله وكيفية العمل بها ( العبادة لإعمار الأرض وعمارة الأرض بالعبادة ) وكلاهما لا نستطيع القيام بهما إلا بالإستعانه بخالقنا الملك القادر الذي وضح لنا الطريق وأرسل لنا الطريقة والمنهج الذي بإتباعه لن نضل أبدا ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى )
🌿إياك نعبد وإياك نستعين : جماعات وفرادى لنتعارف ونتعايش ونتكيف مع بعضنا لإعمار الأرض فالمرء قائم بذاته مكملا لغيره
بإياك نعبد وإياك نستعين : تتوجه النيات ؛ تستقيم الحياة ؛ تتحقق الأمنيات ؛ تنصلح الذات ؛ تقوى العلاقات ؛ تنهض المجتمعات فيرضى رب البريات
🌿اهدنا الصراط المستقيم: رسالة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام رحمة وهداية للعالمين يخرجهم بأمر الله من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهداية
وهو لنا قدوة (لأن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم وفي رواية خير لك مما طلعت عليه الشمس) رسالتنا جميعا أن نهدي الناس وندلهم على الله ونحبب الله إليهم هذه رسالتنا العظمى وتتولد عنها رسائل صغيرة لكل واحد فينا لنتكامل ونصل للرؤية الكبرى بإهدنا الصراط المستقيم الطريق الواضح الذي لا لبس فيه الطريق الذي مهما كانت خلاله صعوبات وعقبات إلا أننا نرى نهايته بضوح المنهج ووضوح من مشى عليه قبلنا فنحدد أهدافنا ونخطط لها على👇
🌿صراط الذين أنعمت عليهم : ننتهج نهج الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا نتبع هداهم بوضع أهداف نخطط لها بوعي وإدراك ونتجنب
🌿المغضوب عليهم (اليهود )
ولا الضالين ( النصارى) وهم أهل كتب فما بالنا بالكفار وأصحاب ديانات مختلقة من بشر من باب أولى
بتلك الرؤية الكبرى والرسالة العظمى وما تحتهما من رؤى ورسائل شخصية منفردة ببصمة كل إنسان عن الآخر بتميزه ورغبته وإصراره نصل للغاية الأساسية ( العبادة والإعمار) ونحقق قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
نحقق الخلافة في الأرض
كلنا يستطيع حسب ما أكرمه الله من قدرات ومواهب فاكتشفها وعرف ذاته وقدرها وطورها وارتفع بها عاليا عن السفاسف والدنايا فنماها بالهديين الكتاب والسنة
ولكن منا يهمل قدر ذاته ويهمل معرفتها ويجهل أولوياته في حاجياته وأدواره والتي سأدرجها لاحقا بإذن الله
أسأل الله أن أكون وفقت في توضيح الصلة بين التنمية البشرية في القرآن والسنة النبوية وكل ذلك ضمنيا في فاتحة الكتاب
وأسأله أن يكرمنا بالصدق والإخلاص وأن تصل كلماتنا أقاصي الأرض وتكون حجة لنا لا حجة علينا .